الاسرار التي أعطتها العـذراء للاطفال الثلاثة في فاتيما

أثناء الحرب العالمية الاولى  ظهرت العـذراء فوق شجرة البلوط  لثلاثة اطفال كانوا يرعـون أغنامهم قرب مدينة فاتيما قي البرتغـال في 13 / 07 / 1917 وطلبت منهم العـودة إلى نفس المكان وفي نفس اليوم لمدة ستة اشهر متتالية , رأووا خلالها ثلاثة روؤى, الاولى تخص جهنـم النار , والثانية تخص قيام الحرب العالمية الثانية وقيام وسقوط الشيوعـية , اعـلن منها رؤيتان أما الثالثة فوضعـت طي الكتمان, ولكن كتبتها الاخت ماريا لوسـيا في 3 / 01 / 1944 بناءِِ عـلى طلب من اسـقف ليريا عـندما كانت مريضة حرصاََ على الرؤيا من النسيان او الضياع في حالة حدث مكروه لها , ولكن بالرغم من كتابتها إلا أن الاخت لوسيا لسبب غـير معـروف تماماََ, أما لإجتهاد شخصي منها او بناءََ لطلب العـذراء كتبت فوق المضروف الذي وضعـت فيهِ الرؤيا طلب أن لا يفتح المضروف إلى سنة 1960 أو في حالة موتها ايهما أول. ثم سلمت المضروف لاسقف ليريا ليحفظه لديه , وفي 04 / 04 / 1957 ارسـل المضروف إلى الفاتيكان وحُفِظ في الخزائن ولم يُـعـلن السر الثالث من قبـل كل من البابوات بيوس الثاني عشر ويوحنا الثالث والعشرين و بولس السادس و يوحنا بولس الاول واخيراََ يوحنا بولس الثاني الذي اعـلنهُ بتاريخ 26 / 06 / 2000 معـتقداََ إنَّ الرؤيا الثالثة قد إكتملت فيه حيثُ أُطلق الرصاص عـليهِ بتاريخ 13 / 05 / 1981 , وعـليهِ لم يبقى من حاجة لكتمان الامر, وهنـا نحن نورد الروؤى الثلاث اولاََ  كما روتهـا الاخت الراهبة ماريا لوسيا الرائية الوحيدة التي كانت من العمر عشرة سنوات وقت الرؤيا والتي كتبها واعـلنتها لاحقاََ , وفي المقالة الثانية عـن الموضوع سنعـلق عليها:


ظروف وحوار ظهورات العـذراء في سنة 1917 في فاتيما:

ألظهور الاول في 13 / 05 / 1917

عـدة شهور مرت على ظهور الملاك للأطفال الثلاثة في سنة 1916 وإستمروا برعـي أغنامهم وعادوا إلى طبيعتهم الطفولية واللعـب, ولكن في 13 / 05 / 1917  وبعـد القداس الصباحي قرر الاطفال الذهاب بقطعانهم إلى ارض خاصة بعـائلة لوسيا واسم المنطقة " كوفا دا إريا" , وبعـد تناول وجبة الغـداء وصلاة الوردية أخذوا يلعـبون, وفجأةََ روأوا شيء كأنَّـهُ رعـد ما, مما دفـعهم إلى الاعـتقاد بأن عاصفةََ ما قادمة ولذا بدأوا  بالإنحدار إلى اسفل التل الذي كانوا فوقه للعـودة إلى البيت.

وبينما هم في منتصف التل حدث رعـدُُ آخر وظهرت العـذراء فوق شجرة الكستنة, وتقول لوسيا بأنَّ العـذراء كانت لابسة ملابس بيضاء ناصعـة وكان نورُُ شديد يشع منها اشد من نور الشمس , ووجد الاطفال أنفسهم واقفين في النور الذي يشع منهـا. وقالت العـذراء للأطفال " لا  تخافوا لن أسبب لكم أي أذى"

فقال لوسيا للسيدة " من أين أنتي؟"

فأجابت السيدة " أنا من السماء"

ثم قالت لوسيا " وماذا تُريدين مني أن أفـعـل؟"

فقالت العـذراء " أتيتُ لأطلب منكم أن تحظروا إلى هنا لستة أشهر متتالية في اليوم الثالث عشرمن الشهر  وفي نفس هذا الوقت, وفيما بعـد سأقول لكم من أنا, وماذا أُريد , وبعـده سأعـود هنا للمرة السابعـة أيضاََ ".

ثم سألت لوسيا " هل سأذهب أنا إلى الجـنة؟"

فقالت العـذراء " نعم ستذهبين"

وسألت لوسيا " وجاكنتـا؟! "

فقالت العـذراء " هي أيضاََ "

وسألت لوسيا أيضاَ "  وفرانسـسكو ؟! "

فقالت العـذراء " هو أيضاََ , ولكن يجـب أن يصلي الوردية كثيراّّ "

وتقول لوسيا " تذكرتُ في حينـهِ أن أسال عـن فتاتيـن كانتا قد ماتتا قبل فترة قصيرة , لقد كانتا صديقتان لي, وكانتا تأتيان إلى بيتنا لتتعـلمان الحياكة مع أُختى الكبرى فقلتُ :  " هل ماريا داس نيفيس في الجـنـة؟"

فأجابت العـذراء " نعـم هي في الجنة"

وظنت لوسيا بانها كانت من العمر حوالي ستة عشر سنة ,  ثُـم سألت العـذراء " وأميليـا؟! "

فقال العـذراء " إِنهـا في المـطهر وستبقى هناك إلى نهاية العـالم"

وظنت لوسيا بانها كانت من العمر ما بين ثمانية عشر  وعشرين سنة.

ثم قالت مريم العـذراء " هل أنتم مستعـدون لتسلموا أنفسكم لله وتتحملوا جميع الالام التي يريد أن يرسلها اليكم كترضية له عما يتحملهُ من الخطايا التي تغضبهُ, ولتوبة الخطاة؟ "

فقالت لوسيا " نعم نحن مستعـدين"

فقالت العـذراء " إذن ستقاسون الكثير من الالام ولكن نعـمة الله ستكون معـكم"

وهنا فتحت العـذراء يديها لاول مرة وهي تُكلمنا وتتواصل معـنا كما لو كان من خلال الانعـكاس الذي ينبثـق منهما , وكان النور شديداََ لدرجة إنَّـهُ كان يَنفُـذْ في قلوبنـا بل حتى في أرواحنا وجعـلنا نرى أنفسنا في الله ألذي كان هـو النور بحيث لا يمكن أن نرى أنفسنا بهذا الوضوح حتى لو نظرنا في أحسن مرآة.

ثم حركَنا شيء من داخلنا أوحي الينا , فركعـنا على ركبـنا وأخذنا نصلي " أيُها الثـالوث الأقدس أنا أعـبدك , إلهي , إلهي أنا أُحـبك في القـربان الاقـدس"

وبعـد لحظات أضافت العـذراء وقالت " صلوا الوردية يومياََ ليعُـم السلام في العـالم وتقف الحرب"

فسألت لوسيا العـذراء " هل تستطين أن تقولي لي إن كانت الحرب ستدوم طويلاََ أم تنتهي عـن قريب؟"

فأجابت العـذراء " لا أستطيع أن أقول لكم ذلك الآن لاني لم أقل لكم ما أُريد بـعـد"

ثم أبتدأت العـذراء بالارتفاع بهدوء بإتجاه الشرق إلى أن إختفت في عمق السماء.

خلال ظهور العـذراء كل طفل كان له دوره الخاص , لوسيا كانت الوحيدة التي تُكلم العـذراء, جاكنـتـا كانت ترى وتسمع ولكن لا تتكلم , أما فرانسـسكو فكان يرى العـذراء ولكن لا يسمعها ولذا كانوا يقولون له ما قالت العـذراء فيما بعـد.

  في النور الالهي الذي عم المكان وقت الرؤيا عـندما فتحت العـذراء يديها, كان اهم إنطباع لدى الاطفال وخاصة فرانسـسكوا " إنَّ الله حزين جداّّ " وبالحقيقة اصبح هذا الحزن الشغـل الشاغـل لفرانسـسكوا فيما بعـد,   وقد فهم الاطفال إنَّ الله غاضب جداََ من خطايا البشر, وفي كل ظهور للعـذراء تم تأكيد ضرورة وأهمية صلاة الوردية, وكانت العـذراء تحمل دائمـاََ مسبحة الصلاة في يدها في كل ظهور وكانت تُذكر الاطفال بصلاة الوردية ليعـم السلام.

وتقول لوسيا هذا الظهور جعـلنا نشعـر بالسلام والفرح العـارم , لذا لم نكن نتكلم عـن ما حصـل بعـدهـا. ولأن العـذراء لم تطلب من الاطفال إبلاغ الناس بالرؤية, قرر الاطفال أن يكتموا الامر , لكن جاكنـتا الصغيرة لم تستطيع أن تكتم فرحتهـا فأخبرت والديها بكل الامر , وانتشر صيت الرؤيـا سريعـاََ بعـد ذلك.

ألظهور الثـاني في 13 / 06 / 1917

ذهب الاطفال كما وعـدوا في الوقت المحدد إلى " كوفا دا إريا" للقاء العـذراء وكان هناك ايضاََ عـدة أشخاص آخرين من سكان المزارع القريبة الذين سمعـوا بنـبأ الرؤيـا, وفي وقت الظهيرة تجاوز عـددهم الخمسين شخصاََ, وأخذوا يصلون الوردية سويةََ وعـندما إنتهوا صرخـت لوسيا " قد سـمعت الرعـد والعـذراء قادمة" ولكن الناس لم يروا العـذراء ولم يسمعـوا الـرعـد أيضاََ , ولكن هناك من قال إن أغصان الشجرة قد مالت إلى أسفل , ومن قال بأنهَ قد سمع صوتاََ خفيفاََ لكن لم يفهموا شيء , ومن قال إن شمس الظهيرة قـد خفت حدتهـا أثناء الظهور.

 وتقول لوسيا " رأينـا العـذراء فوق شجرة الكستنة كما في اول مرة, ثم سألت " ماذا تُريدين مني أن أفـعـل؟"

فقالت العـذراء " أن تأتوا إلى هنا في الثالث عشر من الشهر القادم, وان تصلوا الوردية كل يوم, وتتـعـلموا القرأة والكتـابة , ثُـم أقول لكم بعـدها ماذا أُريد"

فطلبت لوسيتا من العـذراء الشفاء لشخصِِ مريض.

فقالت العـذراء " إذا تاب فسوف يُشـفى خلال سنة من الآن"

فقالت لوسيا " أُريد أن تأخذيـنـا إلى الجنـة"

فقلت العـذراء "  نعـم سوف آخذ جاكنـتا وفرانسـسكوا قريباََ , أما أنتِ لوسيا فستبقين هنا لفترة أطول , لأن يسوع يريد أن يستخدمكِ لنشرِ محبتي , وهو يريد تأسيس تكريس لقلبي الطاهـر في العـالم, ولكل من يشارك في هذا التكريس أعـده بالخلاص , وهولاء المشاركين سيكونون محبوبين من الله كورود أضعـها لتزيين عرشِـهِ.

فقالت لوسيا "هل سأبقى أنا وحيدة هنـا؟"

فقالت العـذراء "لا يا إبنتي , هل أنتِ متألمة لهذا الحـد؟ لا تنزعجي, فـانا لن أتركَـكِ أبداََ , وقلبي الطاهـر سيكون ملاذُكِ والطريق الذي سيقودكِ إلى الله"

 وهنا فتحت العـذراء يديها وهي تُكلمنا وتتواصل معـنا للمرة الثانية كما لو كان من خلال الانعـكاس الذي ينبثـق وكان النور شديداََ جداََ والذي فيه شعـرنـا وكأننا مغـمورين في الله, وكانا جاكينـتا وفرانسـسكوا يبدوان في الجزء الذي يرتفع بإتجاه السماء واما أنا فكنتُ في الجزء الذي ينتشر على الارض.

وكان في راحة يد العـذراء اليُمنى  قلب محاط بألأشواك التي تثقبه, وعلمنا بأنَّهٌ قلب العـذراء الطاهر مُهاناََ بخطايا العالم ويطلب التـرضية.

وهنا تركتهم العـذراء وأخذت في الارتفاع إلى أعلى يإتجاه الشرق , وقامت لوسيا وصاحت " إنهـا تبتعـد , إنهـا تبـتعـد" ولكن الناس لم يروا شيئاََ , ولكن هناك من رأى غـيمة صغـيرة ترتفع من فوق شجرة الكستنة وتذهب بأتجاه الشرق

وتقول لوسيا " يبدوا لي بأن النور وضع  فينا من هذا اليوم محبة  قلب العـذراء الطاهر والثالوث الاقدس .

 ألظهور الثـالث في 13 / 07 / 1917

في الظهور الثالث أتى إلى " كوفا دا إريا" خمسة الاف شخص , وقادت لوسيا صلاة الوردية والناس كانت تُجيبهـا,  وفي الظهيرة نظرت لوسيا بإتجاه الشرق ثم صرخت " أغـلقوا المظلات أغـلقوا المضلات" فإنَّ العـذراء قادمة. ( فقد كانوا يستعملون المظلات لحماية انفسهم من حرارة الشمس).

 وإبتدأ الظهور كما في السابق بنوع من البرق وظهور العـذراء فوق شجرة الكستنة, وثم سألت لوسيا العـذراء " ماذا تريدين أن أعـمـل؟"

قالت العـذراء " أريد أن تأتوا إلى هنا في الثالث عشر من الشهر المقبل, وأن تستمروا بصلاة الوردية لانها الوحيدة التي يمكنها مساعـدتكم لوقف الحرب وإعادة السلام للعالم.

فقال لوسيا " أريد أن تقولي لنا من انتِ , وأن تعـملي أعجوبة حتى تصدق الناس بأنكِ تظهيرين لنا"

فقالت العـذراء " أريد أن تعـودوا هنا كل شهر , وفي الشهـر العاشر (تشرين الاول) سأقول لكم من انا وما أُريد , وسأقوم بعـمل أعجوبة يراها الجميع ليؤمنوا".

وهنا طلبت لوسيا بعض الطلبات من السيدة , ولكنها لا تتذكر ما كانت , إلا انها سمعت السيدة تقول لها  يمكن تحقيق هذه الطلبات إذا صلوا الوردية خلال السنة.

وقالت السيدة " أبذلوا انفسكم من اجل الخطاة, وقولوا ليسوع في حينهِ " يا يسوع نحن نفعـل هذا من اجل حبك ولتوبة الخطاة والتعويض عن خطايتهم التي إقترفوها ضد قلب مريم الطاهر"

 الرؤيـا الاولى :

ثم فتحت السيدة يديها كما فعـلت في الشهرين السابقين,  وكانت اشعـة النور الخارجة منهما كأنها تنفذ إلى داخل الارض فرأينـا  بحـر عـظيم من النار وكان يبدوا كأَنََّـهُ تحت الارض, وفي هذا البحر كان الشياطين وما يشبه ارواح بشرية تشبه جمرات شفافة مسودة برونزية المظهر يطوفون على سطح الحريق, ويلقون في الهواء إلى الاعـلى بواسطة السنة اللهب الخارجة منهم ويحيطُ بهم سحبُُ من الدخان الكثيـف, ثم يسقطون إلى اسفل بكل إتجاه كشرر ينبثق من نار حامية, لم يكن لهم وزن او اسـتقرار ثابت وتتعـالى صرخاتهم وتنهـداتهم من شدة الالم وفقـدان الامل. هذا المنظر أخافنا وأفزعـنا وأخذنا نرجف من شدة الخوف, وكان من الممكن معـرفة الشياطين لأنهم كانوا بهيـئـةِ حيوانات لم نرى مثلها من قبل ذات هيئـة مفـزِعـة مقـززة لونهم أسود جمري شفاف. وهذهِ الرؤيا إستمرت للحظة ولكن لهولها شكرنا الله إن العـذراء وعـدتنـا عـندما رأيناها اول مرة أن تـأخذنا إلى الملكوت, وإلا لكنا متـنـا من الخوف والفـزع.

  الرؤيـا الثـانية :

  ثم نظرنا إلى العـذراء خائفين فقالت لنا بحنية وحزنِِ عـميق: " لقد رأيتم جهنم حيثُ يذهب الخطاة المساكين, ولغـرضِ إنقاذهِـم يُريد الله أن يؤسـس في هذا العالم عـبادة تكريس لقلبي الطاهر, وإذا نفذَ ما أقول لكم , سيمكن انقاذ الكثير من الارواح ويكون هناك سلام , هذهِ الحرب ستنتهي ( الحرب العالمية الاولى )  ولكن إن لم  يتوقف الناس من إغـاضة الله فستقـوم حرب أُخرى في زمـن البابا بيوس الحادي عشر ( فترة بابويتِهِ كانت من 6 / 2 / 1922 ولغاية 10 / 02 / 1939 ), ولما ترون السماء مضاءة بالليل لسبب غـير معـروف إِعـلموا في حينِـهِ إنَّ الله سيُعاقب العالم على جرائِـمِـهِ قريباََ بالحرب والمجاعـة والاضطهادات التي ستأتي على الكنيسة والبابا .

ولمنع هذا من الحدوث سوف اطلب تكريس روسيا لقلبي الطاهر, وتناول الترضية لكل سبت , وإذا تم تنفيذ طلبي سوف يكون من الممكن إِنَّ تهتدي روسيا ويكون هناك سلام, وفي حالة عدم حصول ذلك ستنشر روسيا اخطائها في العالم مسببة حروب وإضطهادات للكنيسة وسوف يستشهد الاخيار والبابا سيمر في فترة قاسية, وسيُباد عـدة شعـوب. ولكن في النهاية سينتصر قلبي الطاهر. والبابا سوف يُكرس روسيا لي , وستهتدي روسيا ويكون هناك فترة من السلام في العـالم. في البـرتغال سيكون الايمان دائمـاََ موجود, لا تخبروا عـن هذا احـد , لكن طبعـاََ اخبروا فرانسـسكوا .



الرؤيا الثالثة:

 إلى يسار الـعـذراء وإلى الاعـلى منها قليلاََ رأينـا ملاكاََ وبيده اليسرى سيفاََ ملتهباََ ولما شهره كانت  تخرج منهُ السنة نار وكأنهـا ستحرق الارض, ولكن هذه الالسنة النارية كانت تخمد بواسطة البهاء الذي كان ينبعـث من يد العـذراء اليمنى بإتجاهـهِ, وأشار الملاك بيدهِ اليمنى بإتجاه الارض ثم صرخ " التوبة" " التوبة" " التوبة", فرأينـا في ضوء شديد الذي هو الله , رأينـا ما يشابه لما يرى الناس إنعكاساََ عـندما يمرون امام المـرآة , راينا أسقفاََ بملابس بيضاء إعـتقـدنا إنهُ البابا وخلفه مجموعـة من الاساقفة والرهبان ورجال ونساء من المؤمنين يصعـدون جبلاََ شديد الانحدار والذي في أعلاه كان هناك صليباََ كبيراََ من اغـصان خشنة كما من شجرة الفلين مع قشرتها. وقبـل وصولهِ إلى الاعلى مر البابا وسط مدينة كبيرة نصفها مهدم والنصف الاخر يتقلـقل, وكان البابا يسير خطوة ثم يقف مملوء من الالم والأسى , وكان يُصلي لارواح الجثث التي يمر بجنبها ويصادفها في طريقهِ, وعـندما وصل إلى قمة الجبل وهو على ركبتيـهِ أسفل الصليب الكبير , أطلق جمعُُ من الجنود عليه الرصاص والاسهم , وكذلك مات بـقية الاساقفة والرهبان والرجال والنساء المؤمنون الواحد تلو الآخـر وكذلك الكثير من العلمانيين من مختلف المراكز والمراتب. وكان تحت يدي الصليب ملاكان بيديهمـا مرشان من الكرستال كانا يجمعـان بهما دم الشهداء ويرشـان الارواح وهي في طريقهـا إلى الله.

وقالت العـذراء " عـندما تصلون الوردية قولوا بعـد كل مسبحة – يا يسوع إغـفر لنا وخلصنا من نيران جهنم, وارشد كل الارواح للجنة خاصة المساكين."

وبعـد هذا كان هناك فترة صمت وجيزو ثم قالت لوسيا " هل تريدين أن أفعـل شيء آخـر؟"

  وقالت العـذراء " لا , لا اريد شيء آخر اليوم" , وكما في المرات السابقة ارتفعـت العـذراء بإتجاه الشرق وإختفـت.

ملاحظة: كتبت الاخت ماريا لوسيا الرؤيا الثالثة في 03 / 01 / 1944 ولكن لم يتم إعـلانهـا من قِـبَـلْ الفاتيكـان إلا في 26 / 06 / 2000.

ألظهور الرابع في 13- و - 19 / 08 / 1917

في يوم 13 آب حظر إلى " كوفا دا إريا" ما بين 10000 و 20000 شخص وانتظروا حضور العـذراء, ولكن الاطفال الثلاثة لم يحضروا لأَنَّ مسوؤل المقاطعـة ارثر دي أوليفيرا سانتوس الذي كان ماسونياََ معـروفاََ كان قد سجن الاطفال الثلاثة يوم 13 آب ولمدة يومين متتاليين محاولاََ ان يجعـل الاطفال يبوحون بأسرار الرؤيا له مهدداََ بأن يغـليهـم في الزيت إذا رفضوا البوح بالاسرار أو اعلان كذب الظهورات , ولكن الاطفال رفضوا بشجاعة البوح بالاسرار وكانوا مستعـدين للموت بفـرح معتقـدين بأن موتهم الوشيك سيوصلهم عـن قريب إلى الجنة وهذا الاستعـداد للشهادة وإمتناعهم من البوح بالاسرار إضطر مسوؤل المنطقة أن يُخلي سبيلهم بعـد يومين.

ولكن يشهد بعض الذين حضروا إنهم في الموعد المحدد سمعـوا نفس الرعـد الذي سمعـوه في المرات الماضية وروؤا سحابة بيضاء فوق شجرة الكستنة ولكنهـا سرعان ما إرتفعـت واختفت في الفضاء, وعـندها لاحظ الحاضرون حولهم شيء غـريب كانوا قد لاحضوه في المرات السابقة, حيثُ كانت اوجه الحاضرين قد تلونت بالوان القوس قزح المختلفة , البنفسجي والاحمر والازرق , .. , وكانت الاشجار تبـدوا وكأن ليس لها أغصان واوراق وإنمـا مليئة فقط بالزهـور , وكانت الارض وكأنها مربعـات من جميع الوان الطيف, وكذلك ملابس الحاضرين.

وفي مساء يوم 19 آب كانت لوسيا بمعـية فرانسـسكوا واخيهِ الكبير جون يرعـون غـنمهم فشعرت لوسيا بأن شيء غـير عادي يقـترب منهم ويحيط  بهم , ولانها شعـرت بالحزن لعـدم وجود جاكينتا لترى ظهور العـذراء , ارسلت اخاها جون ليستدعـيها, ولكن جـون كان يريد البقاء فأعـطتهُ لوسيا قطعة نقود ووعـدتهُ بأُخرى عـند عـودتِـه, وأثناء ذهابه كان هناك البرق وتزامن ظهـور العـذراء فوق شجرة الكستنة  مع وصول جاكنتا.

فسألت لوسيا العـذراء " ماذا تريدين مني أن افـعـل؟"

فقال العـذراء" اريد أن تأتوا إلى هنا في اليوم الثالث عشر وأن تصلوا الوردية كل يوم, وفي الشهر الاخير سأعـمل اعجوبة حتى يؤمن الجميع, ولو لم يسجنوكم لكنت أفعـل اعجوبة أكبر . وسيحضر القديس يوسف مع الطفل يسوع ليبارك يسوع الحاضرين ويهب السلام للعـالم, وستحضر سيدة الوردية وسيدة الاحزان أيضاََ.

وسألت لوسيا " وماذا تريدين الحضور أن يفـعـلوا بالنقود التي يتركوها في" كوفا دا إريا ؟"

قالت العـذراء " إعـملوا سلتين  أنتِ مع جاكنتا وفتاتين أُخرتين لابسين ملابس بيضاء ستحملون واحدة , والأُخرى يحملها فرانسـسكوا مع ثلاثة اولاد آخرين أيضاََ مرتدين ملابس بيضاء, وستكون النقود لإحتفالات سيدة الوردية , وما تبقى يضاف لحساب بناء كنيسة".

فسألت لوسيا وقالت " أريد أن تشفي بعـض المرضى"

فقالت العـذراء " سأشفي قسم منهم هذهِ السنة"

وبدت العـذراء حزينة وقالت " صلوا , صلوا كثيراََ , وأعـمـلوا التضحيات من اجل الخطاة , لان كثير من الارواح تذهب للجحيم لان لا احد يضحي من اجلهم او يصلي عـنهم " وكالعادة إرتفعـت العـذراء بإتجاه الشرق.

ألظهور الخامس في 13 / 09 / 1917

في 13 أيلول أتى إلى " كوفا دا إريا" حوالي ثلاثين الف شخص, وبـعـد ظهور العـذراء سألت لوسيا " ماذا تريدين أن أفـعـل؟"

  فقال العـذراء " أريد أن تستمروا بصلاة الوردة لتنتهي الحرب, في الشهر العاشر سيأتي الرب ومعه سيدة الاحزان, وسيدة جبل الكرمـل, وسيظهر مار يوسف مع الطفل يسوع ليُبارك العـالم, لقد ارضت تضحياتكم الله , ولكن لا تستعملوا الحبل في الليل , يكفي في النهار فقط ( لقد استعمل الاطفال حبلاََ يشدونهُ على وسطهم بقوة كتضحية منهم لله لقبول الخطاة). "

ثم قالت لوسيا " هنا طفلة صغيرة صماء , هل ممكن أن تُشفيها؟"

فقالت العـذراء " بعـد سنة من الآن ستتحسن حال سمعها"

فقالت لوسيا " لي بعض الطلبات قسم للشفاء وقسم للتوبة والهداية"

قالت العـذراء " سأُشفي البعض لكن ليس الجميع , لأنَّ الله لا يثـق بهم"

ثم قالت لوسيا " الناس يريدون أن تقام كنيسة هنا"

قالت العـذراء " نصف المبالغ التي جُمِعـت لغاية الآن تحمل في سلة لإحتفالات سيدة الوردية , والنصف الآخر يمكن أن يُـبنى بها كنيسة هـنا"

ثم قدمت لوسيا رسالتين وماء معطر بالورد كان احد المؤمنين من كنيسة أولفال قد أهداه للعـذراء , فقالت العـذراء " هل أهدوني هذا؟" فأجابت لوسيا " هل تقبلينهُ؟"

فقالت العـذراء " هذا لا ينفع في الجنة , ولكن سوف آتي في الشهر العاشر وأعمـل أعجوبة حتى يؤمن الجميع" ثم ارتفعـت العـذراء نحو الشرق واختفـت"

أما الناس المحتشدين فلقد راووا كرة لامعـة تزامنت مع ظهور العـذراء ورافقتها ثم إرتفاعها بإتجاة الشرق.

ألظهور السادس في 13 / 10 / 1917

في 13 تشرين الاول أتى إلى " كوفا دا إريا" حوالي سبعـون الف شخص, ولقد كان المطر البارد يتساقط  وكانت الارض ندية وطينية , وعـند ظهور العـذراء صاحت لوسيا وطلبت من الجميع أن يغـلقوا مظلاتهم, فأغـلقوها.

وسالت لوسيا " ماذا تريدين أن افـعـل؟"

وقالت العـذراء " أريد أن تبنوا هنا كنيسة لإكرامي أنا سيدة الوردية, وان تصلوا الوردية دائمـاََ, وسوف تتوقف الحرب ويعـود الجنود إلى بيوتهم قريباََ.

فقالت لوسيا " أريد أن أطلب الشفاء لبعـض المرضى وهـداية آخرين" فقالت العـذراء " البعـض سأُشفيه ولكن ليس الجميع , يجب أن يصلحوا حالهم بطلب المغـفرة لخطاياهم "

ثم قالت العـذراء بأسى " لا تُغـضـبوا الله من بـعـد, فهو غاضب جداََ الآن"

ثم سألت لوسيا " هل تريدين شيئاََ آخر مني؟  فقالت العـذراء " لا " فأجابت لوسيا " ولا أنا أريد شيئاََ أيضاََ "

ثم إرتفعـت العـذراء إلى السماء, وصاحـت لوسيا " العـذراء قـد غادرت , أنظروا إلى الشمس!!"

وهنا حصلت الاعجوبة التي وعـدت بها العـذراء , وتـبـددت الغـيوم من السماء , وبانت الشمس وأخـذت تـتراقص في السماء امام الجميـع لمدة عشرةِ دقائق, واستطاع الجميع النظر الى قرص الشمس من دون أي أذى للعـيون وبانت الشمس بجميع الوان الطيف  وكأنهـا تريد أن تسقط على الارض اثناء تمرجحها مما ارعـب الجميع خاصة وإن ملابس الجميع التي كانت مبتلة والمطر يتقطر منهـا قد يبست في الحال.

اما الاطفال الثلاثة , فبينما كان الجمع يرى رقصة الشمس, شاهد الاطفال إلى جانب الشمس العـذراء بملابس طويلة زرقاء مع القديس يوسف والطفل يسوع  وهم يباركان الارض بعلامة الصليب , ثم عـندما انتهت هذه الرؤيا ظهر الرب ومريم العـذراء وتعـتقد لوسيا إنها كانت هي هنا " أم الاحزان" وبارك الرب الارض بعـلامة الصليب أيضاََ ولما انتهت هذهِ الرؤيا ظهرت السيدة العـذراء بهيئة سيدة الكرمـل. 


ترجمة/ نوري كريم داؤد

12 / 07 / 2006 



"إرجع إلى ألـبــدايــة "